كل ما نقوم به في الحياة هو لتحقيق السلام. يعكر صفو سلامنا الشعور بالجوع وعدم الأكل، كما يقلقنا العطش و عدم شرب الماء ويهلكنا الشعور بالوحدة وعدم صحبة قرين مرافق. فلو لا نعرف سبب بعض الظواهر مثل هبوب الرياح، وهطول الأمطار، ونمو النباتات، وتعاقب الليل والنهار، والكسوف والخسوف، لأصبنا بالحيرة والارتباك بالتأكيد.
ترمي كل جهودنا إلى العثور على مفقودنا، لكي ننقذ به جزءا من وجودنا من الاضطراب والقلق ونجلبه إلیه السكينة والسلام. يبحث الظمآن والجائع عن الماء والطعام و يسعى العقل للمعرفة والوعي، بينما المحب والعاشق يسعى للمحبوب والمعشوق.
كل أمنياتنا التي نشعر بها في وجودنا لها إجابة في العالم الخارجي. إذًا لماذا لا نستطيع العثور على السعادة والسكينة المستدامة مهما بحثنا؟ الدنيا بوصفها ناديًا تنقلنا إلى ميدان جديد مع كل قرار واختيار. نحن دائماً في التمرين والمباراة ويقودنا كل اختيار وسلوك نحو اكتساب صفة أو اسم جديد. نتعلم في هذه الميادين كيف يمكننا الحصول على العطف والرحمة والصدق وغيرها من الصفات، وكيف يمكننا الاقتراب منه أو الابتعاد عنها من خلال كل اختيار.
معرفة الجود لا تجعلنا أشخاصًا أسخياء. ولكن عندما نجد أنفسنا في ميدان اختبار الرحمة، سنكون مختارين بين اختيار الرحمة أوالخسارة. وهذه التمارين هي التي ستصنع وجودنا في النهاية. ليست تظهر السعادة والحب والسكينة أشياء تظهر في وجود الإنسان إلّا بالتدريب. كما يسعى الإنسان لتلبية احتياجاته المادية والحصول عليها، يتم تكوين صفاته الأخلاقية وأسلوب حياته أيضًا فقط من خلال التدريب المنهجي والجهد المستمر.
يتم فحص إنجازنا من مسار علم الإنسان في فرعين، الفردي والاجتماعي. يجب أن تظهر نتيجة رحلتنا في هذا المسار في كل دقيقة من دقائق حياتنا. ويجب أن تظهر هذه النتيجة في أصغر وأرقى التصرفات حتى في السمات العامة لأسلوب حياتنا. في هذا الدرس، سنتناول بشكل عملي حلول استخدام صيغ علم الإنسان في تحسين وتغيير أسلوب حياتنا لتحقيق السكينة. تم تمييز مقالات هذا الدرس باللون …. وتنقسم عناوينه إلى أسس أسلوب الحياة، وعلاقة الإنسان بنفسه و “الإنسان والغيب”.
تعتبر مدرسة علم الإنسان بيئة خصبة لطرح أسئلة كبرى حول وجود الإنسان ومعناه. إن التساؤلات التي لا تزال دون إجابة حول طبيعتنا وعلاقتنا بالكون قد تساهم في شعور الإنسان بالقلق والحزن والخوف من الحياة. فغياب المعرفة الشاملة عن أنفسنا والعالم من حولنا قد يجعلنا نشعر بالوحدة والتيه، مما يعيق سعينا نحو الحب والهدوء النفسي والسعادة المستدامة.