مع اتساع بنية عالم الخلق وتعقيدها إلّا أنّها في غاية النظم وخاضعة للرياضيات الدقيقة من أصغر الجزئيات إلى أكبر الأجرام السماوية. كل ما هو في عالم الخلق يخضع لقانون الزوجية، وقد اكتشف العلم البشري بعضاً من هذه الأزواج المتقابلة ویجهل بوجود البعض الآخر. تعتبر بنية العالم مجموعة من الأزواج، من البروتون والإلكترون في الذرة إلى الاقتران والزوجية في النباتات وعالم الكائنات الحية الأخرى وحتى في القوانين الفيزيائية مثل قانون الفعل ورد الفعل.
لا يوجد أي شيء بغير مقدار وحجم في بنية الكون. نظام الخلق هو نظام الأحجام والتقديرات بالأساس ونحن محاطون به سواء في بنية العالم الخارجي أو في عالمنا الداخلي. إن تجليات الله في العالم كلّها رياضية ومحسوبة من المادة إلى التجريد. إذن يمكننا القول مختصرا إن هذا الكون هو عالم الأحجام والمقدرات وإنّ العلوم مهمتها هي اكتشاف هذه الأحجام والرياضيات الحاكمة على الخلق.
في هذه المجموعة من الدروس سنتعرف على بنية عالم الخلق ورياضياته وخصائصه والصيغ والقوانين الحاكمة عليه. تم تمييز مواد هذا الدرس باللون… و سنعالج في هذا الدرس، القوانين الحاكمة على النفس الإنسانية بالإضافة إلى قوانين عالم الخلق، وسنشرح غاية خلق الإنسان.
وتنقسم فصوله إلى “البنية الرياضية للكون”، و”البنية الرياضية للنفس الإنسانية”، و”غاية الخلق”.