لاتزال مواجهة المجهولات مثيرة للقلق وإنّنا نحاول الاستعداد لأنفسنا قبل مواجهة أي طريق جديد.
وياترى أليست الحياة تعتبر الحدث الأكثر مجهول في حياتنا؟ لقد جئنا من عالم مختلف إلى عالم كبير وليست لدينا إلّا موارد محدودة ووقت محدود لمعرفته واستخدامه. تجري اللامحدودية في مسار الحياة وسقف رغبات الإنسان، بينما حياته محدودة. ما هو العالم الواسع والمجهول الذي أمامنا؟ كيف يجب أن نعرفه وكيف نتعلم استخدامه؟
في السنوات الأولى من حياتنا على الأرض، كانت أمنا الحبية هي مرشدنا الوحيد، ومع تقدمنا في السن، إخترنا مرشدين جدد، منهم المعلمين والأصدقاء والمفكرين والكُتّاب وأي شخص يبدو على دراية كافية بطريقنا ووجهتنا، إلّا أنّ مسار الحياة معقد ومتعدد الأوجه، ويتطلب كل قرار الكثير من الدراسات. إذن أليس هناك مرشدٌ يمكن الاعتماد عليه في كل الأسئلة واللحظات والأحداث؟
هل هناك من يوضح لنا تفاصيل الطريق ويساعدنا على الاستفادة القصوى من هذه الفرصة المحدودة؟
ما فائدة المرشد أو الإمام في حياتنا؟ هل الإمام هو المرشد للجانب الديني في حياتنا فقط؟ لماذا نحن بحاجة إلى مرشد من الأساس؟ وأي جزء من وجودنا يحتاج إلى الإرشاد والرفقة في مسار الحياة؟ ماذا سيحدث لو مشينا في هذا الطريق دون مرشد؟
عند مواجهة شيء مجهول، إذا أردنا التعرف عليه، فإننا بلا شك نبحث عن من يحدده ويوضحه لنا وفي الخطوة التالية، إذا أردنا استخدامه بصورة صحيحة، بحاجة إلى من يشرح لنا استخدامه للمرة الأولى على الأقل ويقوم بإعداده. وكلما كان هذا الشيء أثمن أو أكثر حساسية أو تعقيداً أو ندرةً، نحرص على صيانته في التعامل معه، ونتجنب القيام بأي شيء قد يسبب الضرر له.
وهذا قانون عقلي وقاعدة ثابتة يكمن في قلب كل إنسان ولا يمكن لأحد إنكاره. أما بالنسبة لأي نظام منتظم، فإن سيرة العقلاء الرجوع إلى خبير متخصص فيه، ولا تقبل أي فطرة سليمة الرجوع إلى غير خبير فيما يتعلق بأدوات العالم أو ظواهره. ولكن لماذا ننتهك هذه القاعدة بسهولة فيما يتعلق بأنفسنا وبالطريق المعقد أمامنا؟ ما هو المعنى الحقيقي لقاعدة أصالة التخصص وما الذي ينوي التعبير عنه؟
معرفة الطريق درس سنقوم فیه بفحص “الطريق” و”مرشد الطريق” و”خريطة الطريق” في مجموعاته الفرعية. سوف نتعلم في هذه المجموعة المميزة باللون…، كيفية سير الطريق واجتيازه للوصول إلى وجهتنا المبتغاة بأمان. كما سندرس في هذا الدرس النتائج النهائية لهذه الرحلة.
تم تمييز مقالات هذا الدرس باللون… وتنقسم فصوله إلى “منهاج الطريق” و”طريق السير الإنساني” و”الدليل” و “المبدأ والمقصد” و”منصات في طريق السير الإنساني” و”نتائج السير”.
تعتبر مدرسة علم الإنسان بيئة خصبة لطرح أسئلة كبرى حول وجود الإنسان ومعناه. إن التساؤلات التي لا تزال دون إجابة حول طبيعتنا وعلاقتنا بالكون قد تساهم في شعور الإنسان بالقلق والحزن والخوف من الحياة. فغياب المعرفة الشاملة عن أنفسنا والعالم من حولنا قد يجعلنا نشعر بالوحدة والتيه، مما يعيق سعينا نحو الحب والهدوء النفسي والسعادة المستدامة.