الآن وبتنا نعلم من نحن وما الذي نفعله على الأرض، آمنّا الآن بأن أمامنا طريقاً وعراً وطويلاً، وأن الخطوة الأولى لعبوره هي الإيمان به. علينا أن نتقبل أن كل ما تعلمناه حتى الآن، إن لم يتحول إلى فعل، وإن لم يُحدث تغييراً في نمط حياتنا، فسوف يظل حبيس مرحلة العقل ولن يجد طريقه إلى قلوبنا أبداً، بينما شرط الوصول إلى السلام والسعادة الدائمة هو اكتساب المعرفة.
في هذه الالدورة من مدرسة علم الإنسان، سنقوم بصياغة جمل خاصة لحياتنا، أي سندرس مفاهيم أكثر تقدماً من مجمل مبحث علم الإنسان. مفاهيم مثل التشبه بالله وتغيير نمط الحياة. ولكن لماذا يجب أن نغير نمط حياتنا وما هو الضمان بأن هذه التغييرات ستكون إيجابية ودائمة؟
للوصول إلى إجابة هذا السؤال، يجب أن تواصلوا هذه الرحلة معنا لتؤمنوا بضرورة هذه التغييرات وسببها وكيفيتها.
إن نمط حياتنا هو من يحدد أفكارنا ومعتقداتنا وبشكل عام أسلوب وطريقة تفكيرنا. إنّنا سنتحول إلى ما نفكر فيه. يظهر أثر رؤية عالمية لكل شخص حتى في أصغر القرارات وأدق تفاصيل سلوكه؛ لذلك إذا كنا نرغب في تحسين نمط حياتنا، يجب علينا أولاً أن نغيّر نظرتنا للعالم ايجابيًا. لن يمكن الاستمرار على النمط القديم بعد تغيير المعتقدات، وستبدأ التغييرات السلوكية شئنا أم أبينا. هذه المرحلة هي مرحلة الصمود ويجب الثبات والاستقامة للوصول إلى ما طلبناه.
تعتبر مدرسة علم الإنسان بيئة خصبة لطرح أسئلة كبرى حول وجود الإنسان ومعناه. إن التساؤلات التي لا تزال دون إجابة حول طبيعتنا وعلاقتنا بالكون قد تساهم في شعور الإنسان بالقلق والحزن والخوف من الحياة. فغياب المعرفة الشاملة عن أنفسنا والعالم من حولنا قد يجعلنا نشعر بالوحدة والتيه، مما يعيق سعينا نحو الحب والهدوء النفسي والسعادة المستدامة.