الالدورة الأولى في مدرسة علم الإنسان، تشبه الصف الأول الإعدادي، هي فرصة لتعلم المفاهيم الأساسية التي سنقرأ ونكتب عنها في الدورات اللاحقة، علامات وحروف لا ندرك أهمية تعلمها حقًا إلا عندما نتقن القراءة.
غالبًا ما نحمل في أذهاننا مفاهيم مثل الموت والحياة والكمال والأمل، وحتى مفهوم “الإنسان” نفسه، وعلى أساس هذه المفاهيم تتشكل رؤيتنا للعالم ومعتقداتنا. في الالدورة التمهيدية لمدرسة علم الإنسان، نعيد تعريف هذه المفاهيم المألوفة، ومن خلال إعادة تعريف معتقداتنا، نحصل على فرصة جديدة للتفكير. هل قمنا بتسجيل هذه المفاهيم بمعناها الحقيقي في أذهاننا وقلوبنا حقًا، أم أننا على دراية بجزء بسيط فقط من هذه الحقائق؟
إذا تحدّينا معتقداتنا وسمحنا لأنفسنا بإعادة النظر إلى العالم المألوف من حولنا، فستكون هناك عجائب كثيرة في انتظارنا. عجائب تُحوّل عالمنا إلى عالم مليء بالحيوية والأمل والنمو.
تعتبر مدرسة علم الإنسان بيئة خصبة لطرح أسئلة كبرى حول وجود الإنسان ومعناه. إن التساؤلات التي لا تزال دون إجابة حول طبيعتنا وعلاقتنا بالكون قد تساهم في شعور الإنسان بالقلق والحزن والخوف من الحياة. فغياب المعرفة الشاملة عن أنفسنا والعالم من حولنا قد يجعلنا نشعر بالوحدة والتيه، مما يعيق سعينا نحو الحب والهدوء النفسي والسعادة المستدامة.