الآن وقد تعلمنا أبجدية علم الإنسان، حان الوقت لاستخدام هذه الحروف لتكوين كلمات، ومن ثم البدء في محاولة بناء جمل. “الولادة” هي إحدى الكلمات المتكررة بكثرة في المرحلة الثانية من مدرسة علم الإنسان؛ حيث ننظر إلى أنفسنا وندرك أن هذه الكلمة السائلة والجاريّة تتشكّل من تركيب الحروف المتاحة لنا.
في هذه المرحلة من مدرسة علم الإنسان، نتعرّف على مفهوم “الولادة”. تُعدّ الولادة إحدى أكبر عجائب حياتنا، وإذا علمنا أنه لا توجد حقيقة في العالم لا نجد لها مُقابلاً في أنفسنا، فسنُصاب بالدهشة حتماً، إذ تنتظرنا ولادة أخرى. ولادة نحو اللانهائية الأبدية. ما مدى استعدادنا لهذه الولادة؟ لماذا وكيف ستحدث هذه الولادة؟ ما هي المعايير والمقاييس في هذه الولادة؟ كيف يجب أن نُعدّ أنفسنا لهذه الولادة؟ ما الذي ينتظرنا بعد الولادة؟ سنجيب على كل هذه الأسئلة في هذه الالدورة، وسنرتقي معاً درجة أخرى على طريق اكتشاف العالم.
تعتبر مدرسة علم الإنسان بيئة خصبة لطرح أسئلة كبرى حول وجود الإنسان ومعناه. إن التساؤلات التي لا تزال دون إجابة حول طبيعتنا وعلاقتنا بالكون قد تساهم في شعور الإنسان بالقلق والحزن والخوف من الحياة. فغياب المعرفة الشاملة عن أنفسنا والعالم من حولنا قد يجعلنا نشعر بالوحدة والتيه، مما يعيق سعينا نحو الحب والهدوء النفسي والسعادة المستدامة.