کتاب التوحيد

يقول الله تعالى في وصفه: “هو الظاهر”. فلم لا نرى هذا الإله الظاهر؟ لم يراودنا الشك في وجود الله لكي نكون بحاجة دائما إلى حجج وبراهين مختلفة لإثبات وجوده؟ يسأل الله تعالى المنافقين والكفار في القرآن الكريم: (أَ وَ لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ) و يوحي معنى الآية إلى أن رؤية ملكوت السماوات والأرض يمكن حتى لغير المؤمنين فقط بقليل من التفكير. فلم هذا الملكوت خلف الحجاب عن أعيننا ولماذا لا يؤدّي تفكيرنا إلّا إلى الشك وليس إلى اليقين؟
وفقاً للأسس الإسلامية، فإن الله هو النور المطلق، وعلى كل إنسان أن يجعل نفسه شبيه الله، من حيث الصفات ولا الذات، قدر الإمكان في هذه الدنيا. أي أن الإسلام يطالب الإنسان بإيقاظ صفات الله وأسمائه وتفعيلها في كيانه ولتحقيق هذا الهدف لا بد من اقترابه الأكثر من النور. ولكن أين طريق النور؟ ربما حان الوقت حقًا للوقوف نحو النور مرة واحدة في حياتنا، والنظر بعناية إلى أنفسنا.
بعد معرفة الأصل والمبدأ، الأهم هي معرفة الغاية والوجهة. أين وجهتنا الوصول في مسار الحركة؟ التشبّه بالله والنيل إلى النور. ماذا يعني ذلك حقًا وما يحتل مكانا هذه المفاهيم في حياتنا؟ إلى أين يتنهي مسارنا وما هي ميزات هذه الوجهة؟ يعتبر علم الإنسان حركة من النفس الإنسانية إلى الله، ولكن هل الله موجود على الإطلاق؟ وهل هو حي؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن هو إلهنا وما هي خصائصه؟ كيف تساعدنا معرفة الله على تحقيق السعادة والسلام في الحياة؟

تم تمييز مقالات هذا الدرس باللون…. . وتنقسم فصوله إلى ” أسس معرفة الله”، و”مظاهر الله”، و”أسماء الله “، و” أسس التوحيد”.